مواطنة سودانية تسأل الرئيس البشير : مرحباً بك مجددا، عبئا ثقيلا على كواهلنا يأبى أن يزول

علي إثر إعلان حزب المؤتمر الوطني ترشيحه للرئيس البشير لخوض الإنتخابات الرئاسية القادمة
مواطنة سودانية تسأل الرئيس البشير : لماذا عدت ..هل يحزنك أن ننعم ببعض التغيير
حيث خاطبت الرئيس قائلة :-

البكاء الحارسيدي الرئيس
مرحباً بك مجددا، عبئا ثقيلا على كواهلنا، عودا لا حميدا لا مستطاب، لا أهلا حللت و لا سهلا نزلت و حبابك يا محن،،
أدرك أنني أتفوه بالسخافات، فحب الوطن لـ( لا كوز) بلا مصلحة مجرد سخافة
أدرك أنني ارتكب حماقة كبرى، فالكتابة للوطن على حد السيف حماقة
أدرك أنني لا أدرك،، فقد كففت منذ زمن أن أدرك أنني مسلوبة الإرادة
أدرك أنني أتطاول، فالكلمة التي لا تعجب الجلاد سلاطة
أدرك أنني طائشة، متهورة ورعناء،، فالبحث عن وطن في رفات الأموات بلاهة
و بكل جنون اسأل:
لماذا عدت؟
هل تريد أن تتأكد من أننا ننعم بالموت الجميل في ظل حكومتك الرشيدة؟
هل تريد أن تتثبت من أننا لم نعد نملك أصواتاً نصرخ بها في وجهك؟
هل تريد أن تكتشف عدد العيون التي فقأتها و هي ترقب في بلادة لا حضارية مشروعك الحضاري؟
هل تريد أن تحصي كم أفرزت دولة الانقاذ من الفقراء والجوعى والجهالى؟
هل أخطأت في تقدير المساحات التي تمتد فيها مملكتك فعدت لتصحح ذاك الخطأ؟
هل حدث خلط في حساب المليارات التي نهبت من هذا الشعب فعدت لتضيف عددا جديدا من الأصفار و تزيل اللبس؟
هل تذكرت انه مازالت هناك بضع ولايات تضمها جغرافيا فقط خريطة واحدة فعدت لتمنحنا عددا أكبر من الدويلات؟
أم انك قد تنبهت إلى أن كسلا من الأفضل أن تتبع للأحباش فقررت أن تعود لتهبها لهم؟
أو ربما انك تريد أن تكشف لنا طريقا جديدا إلى الجنة بعد أن نجحت شعارات التكبير و التهليل و الجهاد ان تضعنا في صدارة قائمة دول الفساد؟
لا لا لا، أكيد انك تذكرت بأنك صاحب شعار نأكل مما نزرع و نلبس مما نصنع، فعدت لتحطم ما تعج به الأسواق من الصين و الهند و السند و بلاد واغ الواغ؟
أو قد تكون انتبهت إلى أننا دولة ذات سيادة وطنية، فعدت لتطرد المستعمرين من القوات الأممية والإفريقية التي يرتكز عليها الأمن في مناطق النزاع فأعطيتهم مفاتيحها مع مذكرة تفاهم؟
لماذا عدت سيدي الرئيس؟
ما ذلك الشيء الذي يجعلك متشبثا بنا إلى هذا الحد؟
ما حوجتك إلى كرسي مصبوب أساسه من جماجم شعبك؟
ألا تزكم انفك راوئح ذلك الموت؟ ألا تقض مضجعك صور القتلى والمكلومين؟ ألا تطاردك أحزان الشباب و هم يودعون مستقبلهم قبل أن يأتي؟ ألا تهزك دموع الأطفال و الأمهات في معسكرات النازحين؟ و كيف يستطيع قلبك أن يحتمل كل تلك المآسي؟ بل هل تملك قلبا؟
كيف استطعت أن تتلاعب بتاريخ أمة و حضارة شعب و مستقبل أجيال فتحول كل ذلك إلى دمية تتراقص يمنة و يسرة مع عصاتك وأنت تعد وعودا خلبا لا تسمن و لا تغني من جوع؟
كيف لك القدرة على كل هذه الأكاذيب؟
كيف لك أن تدعي الزهد و تستشهد بآيات الله و نحن ترقب في صمت موجع ثروات بلادنا يتطاول بها وزرائك في البنيان، و تتباهى بها نساؤهم ثيابا و حلي و نزهات؟
من أين جئت بكل ذلك الصلف وأنت تدعي الورع، فتزج في سجونك كل من واجهك بحقيقتك؟
من أين لك تلك الكبرياء، و شعبك مشتت على أرصفة الدول الغربية، تضج بهم الموانئ وترهقهم ذلة الغربة في أوطان كانوا هم صانعيها في عهد ليس كعهدك؟
هل تستطيع النوم؟ اندهش، كيف لا تصل إلى مسامعك ملايين الأصوات التي تدعو عليك سرا و علانية، و بينها و بين السماء ما من حجاب ،، تلك دعوة المظلوم.
لقد استهلكنا كثيرا سيدي الرئيس،، و لم يعد لدينا ما تطمع به، أفما اكتفيت؟
لم يعد لدينا سوى أمل، فهل عدت لتسرقه منا؟
لم نعد نملك سوى أقلامنا، فهل جئت لتكسرها؟
نملك أيضاً بعض الصلوات فهل ستشوي جباهنا و تبدل جلودنا فنتركها و نبحث عن ملة أخرى؟
مازال لدينا أحلام، فهل تنوي مطاردتنا في أحلامنا و تحويلها إلى كوابيس؟
هل عدت لتطفئ النور في عيون أطفالنا فيكونوا تبعا لك، كما كنا؟
هل يحزنك أن ننعم ببعض التغيير، فقد نجد ربما ضميرا حيا يحس أوجاعنا على الأقل
يقض مضجعي السؤال، لماذا عدت؟ لماذا عدت؟
نحن لا نريد الكثير،،
فقد كنا دوما شعب يرضى بالقليل، حد الكفاف
نريد وطن اخضر،، في وطن هو اخضر بالفعل
نريد شربة ماء،، كسرة خبز،، دواء،، قلم،، كتاب،، لسان صدق،، هواءا طيبا،، نوما هنيئا بلا أصوات رصاص ،، حلم بمستقبل واعد،،
عندها سنعرف وحدنا الطريق إلى الله،،
مرحبا بك سيدي الرئيس مجددا،،
تهليل، تكبير، نواح، عويل، صمت ثقيل ثقيل
مرحباً بك عبئا

عمر نائم

أضف تعليق